اعتداء يهز مورسيا.. والجالية المغربية تواجه خطر “المطاردة” في الشوارع

سعيد الحارثي – مدريد

تشهد بلدية “تورّي باشيكو”في إقليم مورسيا الإسباني حالة من التوتر المتصاعد بعد حادثة اعتداء تعرض لها مواطن إسباني مسن، قيل إن منفذيها من أصول مغاربية. الحدث الذي كان في ظاهره جنائيًا بحتًا، استغلّته جماعات من اليمين المتطرف لتأجيج خطاب الكراهية ضد المهاجرين، وخاصة من الجالية المغربية، وتحويل المدينة إلى ما يشبه “قدر ضغط” قابل للانفجار في أي لحظة.

و رغم أن التجمع الذي دعت إليه البلدية تضامنًا مع الضحية كان سلميًا في بدايته، إلا أن المشهد تغيّر لاحقًا عندما بدأت جهات متطرفة في التحريض العلني، بنشر صور الضحية، وتوجيه الاتهامات لمجموعات بعينها دون أدلة قضائية.

هذه التعبئة خلقت أجواء خوف وترقب في المدينة، خاصة لدى السكان المغاربة الذين بات بعضهم يخشى حتى الخروج من المنزل. كبار السن على وجه الخصوص يلتزمون بيوتهم، خوفًا من التعرض لمضايقات أو اعتداءات مفاجئة.

وساهمت بعض المجموعات المتطرفة في صبّ الزيت على النار، من خلال الدعوة إلى “مطاردات شعبية”، وتوجيه تهديدات صريحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل وحتى التهديد باستخدام السلاح، في مشهد يثير القلق حول مستقبل السلم المجتمعي في هذه المدينة التي كانت لسنوات نموذجًا للعيش المشترك.

من جهتهم، سارع أبناء الجالية المغربية إلى التنديد بهذه الممارسات الخطيرة، مؤكدين أن ما جرى لا يمتّ لهم بصلة، وأن المغاربة المقيمين في تورّي باشيكو جزء من النسيج المجتمعي، اندمجوا في الحياة العامة وساهموا في تنمية المدينة بكل سلمية واحترام.

ودعوا السلطات إلى التعامل بحزم مع كل أشكال التحريض والعنف، وعدم التساهل مع من يحرّض على الكراهية والانتقام الجماعي.

الكل في “تورّي باشيكو” اليوم يشعر بأن الوضع خرج عن السيطرة، وأن هناك حاجة مُلحّة لتدخّل عاجل من الدولة لتهدئة الأوضاع، وردع الأصوات التي تسعى لتفجير النسيج الاجتماعي الهشّ. فالكراهية، حين تُترك دون محاسبة، تتحوّل بسرعة إلى عنف، والعنف لا يبني مجتمعات، بل يهدد استقرارها ويشوّه قيمها



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى