
تزايد مشاكل مهاجري جنوب الصحراء وتأجيج العنصرية في المغرب.. ما السبيل إلى الحل؟
هبة بريس – الرباط
عاد موضوع المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى واجهة النقاش العمومي بالمغرب، في ظل تزايد الحوادث والاعتداءات المنسوبة إلى بعضهم، مما أدى إلى ارتفاع موجة الغضب الشعبي وعودة الخطاب الرافض لما يُعرف بـ”توطين الأفارقة” إلى الواجهة، وسط مطالب واضحة بترحيل المخالفين وتطبيق القانون بشكل صارم.
حوادث مقلقة وأحداث صادمة
خلال الأسابيع الماضية، شهدت مدن مغربية عدة أحداثًا أثارت صدمة في صفوف الرأي العام. من أبرزها، قيام مهاجر إفريقي في حالة غير طبيعية باعتراض سير الترامواي وهو عارٍ تمامًا وسط مدينة الدار البيضاء، في مشهد أثار موجة استياء عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما سبق أن تورط مهاجر آخر في تكسير واجهة دائرة أمنية بمدينة المحمدية، فضلًا عن تسجيل حوادث حرائق مرتبطة بمهاجرين في محطات استقبال مثل أولاد زيان، أو داخل أحياء سكنية كتيزنيت.
وفي مناطق سوس، خاصة أيت عميرة والقليعة ضواحي أيت ملول، وقعت مواجهات بين بعض المهاجرين وسكان محليين، ما زاد من تأجيج التوتر، وأعاد التساؤلات حول مدى قدرة الدولة على تنظيم وتدبير هذا الملف الحساس.
حملة إلكترونية: “لا لتوطين أفارقة جنوب الصحراء”
تزامنًا مع هذه الأحداث، عجّت منصات التواصل الاجتماعي بحملة إلكترونية واسعة تحت وسم “#ضد_توطين_أفارقة_جنوب_الصحراء”، يقودها نشطاء مغاربة يطالبون بترحيل المهاجرين غير النظاميين، خاصة المتورطين في جرائم أو اعتداءات، ويدعون إلى منع كراء المساكن لهم، في خطوة اعتبرها البعض دفاعًا عن “الأمن المجتمعي”، فيما حذر آخرون من تغذية خطاب الكراهية والعنصرية.
وتستند الحملة إلى ما تعتبره “واقعًا متفاقمًا”، مستندة إلى حالات من العنف، والاتجار غير المشروع، وظواهر اجتماعية مقلقة ظهرت في بعض المدن. ويذهب البعض إلى التحذير من خطر “تغيير النسيج الديموغرافي” للمدن المغربية.
التحدي: موازنة الأمن مع قيم التضامن
يبقى التحدي الأكبر في هذا الملف هو إيجاد صيغة متوازنة تضمن تطبيق القانون بصرامة على كل من يخرقه، بغض النظر عن جنسيته، وفي الوقت نفسه تحمي النسيج المجتمعي من خطاب التمييز والتعميم.
ويرى مختصون في قضايا الهجرة أن الحل لا يكمن فقط في الزجر والترحيل، بل في بلورة سياسة شاملة للهجرة تشمل تسوية قانونية واضحة، مراقبة صارمة للحدود، دعم الاندماج الاجتماعي، وتوعية المواطنين المغاربة والمهاجرين على حد سواء، بأهمية احترام القانون والحفاظ على التعايش السلمي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X