
فيرونا.. القنصلية العامة تطالب مهاجرا قعيدا بموعد مسبق!!! أين الأولويات؟؟؟
يسير الإحيائي
يتواصل مسلسل الفضائح والدونية التي تتعامل بها القنصلية العامة بـ”فيرونا” تجاه المهاجرين المغاربة التابعين لنفوذها القنصلي، دون اعتبارات صحية أو إنسانية، ودون أدنى تطبيق للتوصيات الوزارية التي تلح دائمًا على إيلاء الأولوية القصوى للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
(ب.أ) مهاجر مغربي يبلغ من العمر 63 سنة ويقيم في الديار الإيطالية، كان يوم أمس الأربعاء عرضة للتهميش واللامبالاة رغم عدم قدرته على المشي؛ لأنه قعيد على كرسي متحرك يلازمه مدى الحياة، وبنسبة عجز بلغت 100/100.
ومن المفترض والمنطقي أن تُقابل هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة بظروف استقبال استثنائية وإنسانية محضة، بعيدًا عن السياسة المنتهجة في هذه القنصلية العامة السيئة السمعة بين الأحياء والأموات. فضلاً عن الحالة التي بين أيدينا اليوم، والتي تُعتبر من الفضائح الكبرى بامتياز.
وتعود التفاصيل إلى يوم أمس عندما ارتاد هذا المهاجر المغربي مقر القنصلية العامة بـ”فيرونا” من أجل المصادقة على وثيقة إدارية لا تتطلب أكثر من خمس دقائق. إذ وصل إلى الباب الرئيسي على كرسيه المتحرك ليصطدم بعنجهية وجبروت حارس الأمن الخاص، الإيطالي الجنسية، الذي طلب الموعد المسبق من (ب.أ) رغم حالته الصحية الظاهرة من خلال الوسيلة التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة (كرسي متحرك).
الشيء الذي يدفعنا للتساؤل بعنوان عريض موجَّه إلى “السيكيرتي” الإيطالي: ما إذا كانت دولته وإدارات بلده تتعامل مع مثل هذه الحالات بنفس الأسلوب واللامبالاة؟ وبغض النظر عن جوابه، إن كان مقنعًا أو العكس، لا بد من الإشارة عبر هذا المنبر إلى أن حراس الأمن الخاص في القنصليات هم رأس الحربة ومصدر عنصرية وقلق لا مثيل لهما.
وإذا افترضنا جدلاً أن ذات حارس الأمن الخاص تجاوز صلاحياته وقرر فيما لا يمكن أن يقرر فيه، فأين سلطة السيدة القنصل العام من كل ما يحصل عند باب مؤسستها؟ وأين توصيات “عيار قاسم” الذي أشرف على تكوين القناصلة العامين حول كيفية التعاطي مع فئات معينة لا تتوفر على مواعيد مسبقة؟ ألم يؤكد هذا المسؤول في أكثر من مناسبة أهمية الانتصار لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والحوامل وكبار السن من رعايا جلالة الملك عند ارتيادهم القنصليات؟
وفي سياق متصل بالواقعة، نتساءل: هل يلزم بعض المسؤولين دائمًا أن تكون صاحبة الجلالة وراء تصرفاتهم غير المقبولة حتى يستقيموا؟ ألم يحن الوقت أن يتشبث هؤلاء السادة القناصلة العامون بروح المبادرة وتحكيم الضمير المهني بعيدًا عن ضغط الأقلام والمواقع التي يسمونها غالبًا بـ”المتحاملة”، وهي ليست كذلك؟
فما الذي جرى؟ وما الفرق بين الأمس واليوم؟ هذا اليوم الذي جرى فيه الاتصال صباحًا بالمعني بالأمر من طرف أحد مكاتب الوسطاء بجوار القنصلية العامة بـ”فيرونا”، يخبره فيه بأنه يمكنه القدوم في أي وقت لقضاء مآربه التي رفضت يوم أمس، ولو فوق كرسيه المتحرك. إن هذه السلوكات والتصرفات في حق ذوي الاحتياجات الخاصة لا تعبر سوى عن عدم جدية البعض في خدمة مغاربة العالم عمومًا، والمقعدين خصوصًا.
ولعل هذا المثال الصارخ خير دليل على ما نقوله وندعيه. ويبقى للوزارة الوصية حق التأكد من الواقعة عبر صلاحياتها الإدارية، وتحديدًا من نفس المؤسسة التي خرجت منها هذه “التبركيكة”، علّها تكون صرخة أخرى في وجه الإهمال والتقصير وضرب التوصيات عرض الحائط.