من الغربة إلى الوطن… رحلة الأمل والعطلة المنتظرة

طارق عبلا – هبة بريس

طيلة العام، تواصل الجالية المغربية المقيمة بأوروبا العمل بجد واجتهاد، من أجل تحقيق الاستقرار وتوفير حياة كريمة لأسرها في المهجر، مع الاحتفاظ بروابط متينة مع الوطن الأم.

ومن بين أبرز اللحظات التي ينتظرها أفراد الجالية كل سنة، تأتي عطلة الصيف، التي تمثل فرصة للعودة المؤقتة إلى أرض الوطن، وزيارة الأهل والأحباب، وتجديد الصلة بالثقافة والجذور.

رحلة العودة إلى المغرب عبر البر، مرورا بفرنسا وإسبانيا، تتطلب استعدادا مسبقا وتخطيطا دقيقا، من وضروري التأكد من صلاحية الوثائق الرسمية مثل جوازات السفر، بطاقات الإقامة، أوراق السيارة، والتأمين الدولي، كما ينصح بحجز تذكرة العبور البحري في وقت مبكر، وتحديد الميناء الأنسب لرحلة الذهاب والعودة، مع الانتباه لمواعيد الرحلات وضمان توافقها مع مخطط السفر العام.

العناية بالمركبة أمر أساسي، حيث يجب إجراء فحص تقني شامل والتأكد من سلامة الإطارات، المكابح، والزيوت، إضافة إلى تجهيز السيارة بمستلزمات السلامة مثل مثلث الإنذار، السترة العاكسة، ومطفأة الحريق، ولا يجب إغفال تجهيز الأطعمة والماء وأدوات الراحة، خاصة إذا كان في الرحلة أطفال أو أشخاص مسنون.

واللافت هذا العام أن هناك مؤشرات واضحة تدل على أن عددا كبيرا من أفراد الجالية قد قرروا دخول المغرب خلال هذا الموسم، وهو ما بدأ يظهر جليا منذ بداية الشهر الجاري، حيث تشهد الطرق المؤدية إلى الموانئ الإسبانية كثافة مرورية متزايدة، في حين يتوقع أن تبلغ ذروتها خلال أواخر يوليوز وطيلة شهر غشت، مع توافد أعداد هائلة من المركبات، هذه الكثافة ستشكل فارقا حقيقيا في ظروف السفر، ما يجعل التحضير المسبق والصبر أمرا بالغ الأهمية.

عند الوصول إلى الميناء الإسباني، ينصح بالحضور المبكر واحترام تعليمات الجهات المنظمة، مع إعداد الوثائق المطلوبة لعملية التسجيل والصعود إلى السفينة، وعند الوصول إلى الميناء المغربي، يجب التحلي بالصبر واحترام الإجراءات الجمركية، مع التصريح بالمحتويات إذا لزم الأمر.

هذه الرحلة، رغم تعبها وطول مسافتها، تظل رمزا للارتباط العاطفي العميق الذي تحمله الجالية لوطنها، وهي أكثر من مجرد تنقل موسمي، بل تعبير صادق عن الحنين والانتماء والفرح باللقاء.

ويبقى الاحترام المتبادل، واللطف في التعامل، والتصرف بروح المسؤولية، من العوامل التي تساهم في مرور هذه العملية بسلاسة، وضمان راحة الجميع.

كما نتمنى لجميع أفراد الجالية المغربية سفرا موفقا، عطلة سعيدة، وعودة آمنة إلى الديار.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى