مستشفى بن صميم بإفران.. معلمة صحية أُغلِقَت لعقود تنتظر بعثًا جديدًا

هبة بريس- ع محياوي

وسط جبال الأطلس المتوسط، وتحديدًا ببنصميم إقليم إفران، يقف مستشفى بن صميم كشاهد صامت على تاريخ غني وماضٍ عريق في مجال الصحة النفسية والعلاج الطبيعي.

هذا المستشفى الذي كان يومًا منارة للطب في المغرب، أُغلِق منذ أكثر من قرن، وتحول إلى معلمة مهجورة تحمل ذكريات منسية، وتنتظر إعادة الاعتبار لها.

تأسس مستشفى بن صميم خلال فترة الحماية الفرنسية، وكان يُعتبر من أكبر المستشفيات المتخصصة في الأمراض النفسية والعصبية في شمال إفريقيا. وقد تميز بموقعه الجبلي ومناخه الصحي، مما جعله مقصدًا للمرضى من مختلف أنحاء المغرب.

لم يكن مجرد مؤسسة علاجية، بل شكل مركزًا للتكوين الطبي والبحث في الأمراض النفسية. كما ساهم في تنشيط المنطقة اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال توفير مناصب شغل وخدمات متعددة للسكان المحليين.

أسباب الإغلاق

تتعدد الروايات حول أسباب الإغلاق، منها ما يعود إلى تقادم البنية التحتية، وقلة الموارد، وتغير السياسات الصحية، بالإضافة إلى عزلة الموقع، مما أدى إلى تراجع دوره تدريجيًا حتى تم إغلاقه بشكل نهائي.

المبنى اليوم يعاني من الإهمال والتدهور، وسط مطالب المجتمع المدني بإعادة تأهيله، سواء كمركز صحي متخصص أو كموقع سياحي علاجي يُعيد الحياة للمنطقة التي تعاني من التهميش.

المطالب بإعادة الاعتبار

هناك دعوات متزايدة من الفاعلين المحليين والجمعيات لإعادة فتح المستشفى أو تحويله إلى مؤسسة للرعاية النفسية أو التداوي بالمياه الجبلية (الاستشفاء الطبيعي)، خصوصًا وأن المنطقة تتمتع بمؤهلات بيئية نادرة.

إغلاق مستشفى بن صميم لأزيد من قرن يُعد خسارة لمنطقة إفران وللمغرب ككل، لما يمثله من قيمة تاريخية وصحية. إعادة إحيائه ليس فقط واجبًا تجاه الماضي، بل أيضًا خطوة نحو تنمية مستدامة تستثمر في التراث من أجل المستقبل.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى