فاس.. فضائح تهز غرفة الصناعة التقليدية خلال دورة يونيو: اتهامات بالتزوير واستغلال النفوذ

هبة بريس- فاس

شهدت دورة يونيو 2025 لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس-مكناس، المنعقدة يوم الخميس 26 يونيو الجاري بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتازة، أحداثًا غير مسبوقة، أثارت الكثير من الجدل والاستنكار داخل أوساط الأعضاء والمتتبعين.

وفجر نائب كاتب الغرفة، المنتمي لحزب الاستقلال، مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن، في خضم أشغال الدورة، تبرؤه التام من توقيعه المدرج ضمن محضر الدورة السابقة، واعتبر الأمر “تزويرًا مرفوضًا”.

وقد عاينت الجريدة لحظة احتجاجه القوي داخل القاعة، ورفضه المطلق لتحمل أي مسؤولية مرتبطة بالمحضر، الذي اعتبره “باطلاً ومجانبًا للحقيقة”.

وأثار هذا التصريح موجة غضب واستياء في صفوف عدد من الأعضاء، الذين اعتبروا ما حدث بمثابة “تزوير لوثيقة رسمية”، و”تمويه خطير” موجه للسلطات المحلية والوزارة الوصية، التي من المفروض أن تتوصل بنسخة مطابقة للأصل من المحضر.

وطالب الأعضاء بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات، مشيرين إلى أن الأمر قد يكون مقدمة لتزوير وثائق أخرى مستقبلًا.

ولم تتوقف سلسلة الفضائح عند هذا الحد، فقد عرفت الدورة أيضًا جدلًا واسعًا بعد الكشف عن توقيع رئيس الغرفة لاتفاقية شراكة لإحداث محطة لمعالجة الطين، مع تعاونية يترأسها هو نفسه، في خطوة وصفتها مصادر من داخل الغرفة بـ”استغلال واضح للنفوذ” و”تضارب للمصالح”، ما يستوجب، بحسب العديد من الأعضاء، تدخل المجلس الأعلى للحسابات وفتح تحقيق في مدى قانونية هذه الاتفاقية، التي اعتبرها البعض دعمًا غير مشروع لتعاونية يرأسها الرئيس نفسه، من المال العام.

وفي سياق متصل، شهدت عملية انتخاب رؤساء اللجان داخل الغرفة تصدعًا كبيرًا في صفوف الأغلبية المسيرة، حيث تم تقديم مرشحين من نفس التحالف لرئاسة لجنة المعارض، في مؤشر واضح على هشاشة الانسجام داخل المكتب المسير، ما أدى إلى انقسامات وتململات داخلية قد تنذر بتفكك وشيك للأغلبية الحالية.

وتطرح هذه الأحداث مجتمعة تساؤلات جدية حول مدى احترام الضوابط القانونية والأخلاقية داخل الغرفة، ومستقبل التسيير المؤسساتي بها في ظل ما وصفه بعض الأعضاء بـ”الانفلات غير المسبوق”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى