شوارع تغازوت تغرق بالأطفال المشردين… أين الجهات المسؤولة؟

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

تعيش منطقة تغازوت السياحية، الواقعة شمال مدينة أكادير، على وقع تفاقم مقلق لظاهرة أطفال الشوارع، في ظل غياب واضح لأي تدخل فعّال من الجهات المسؤولة.

هذه الظاهرة التي لم تكن مألوفة في المنطقة سابقًا، بدأت بالظهور مع حلول فصل الشتاء الماضي، حيث توافدت مجموعات من الأطفال، من بينهم فتيات، قادمين من مدن مجاورة ليستقروا في شوارع وأزقة وشواطئ تغازوت.

ومع بداية فصل الصيف، عرفت الظاهرة تصاعدًا ملحوظًا في حدتها، إذ ارتفعت أعداد هؤلاء الأطفال بشكل لافت، ما حول تغازوت إلى قبلة مفضلة لهم، مستغلين الطابع السياحي للمنطقة وما تشهده من توافد للسياح المغاربة والأجانب.

يمتهن هؤلاء الأطفال التسول والتسكع في الأماكن العامة، إلى جانب تعاطي مختلف أنواع المخدرات، وهو ما يزيد من خطورة الوضع، ويجعلهم عرضة لمخاطر الإدمان، والأمراض، والاستغلال الجنسي، في غياب أي حماية اجتماعية أو متابعة صحية ونفسية.

تداعيات هذه الظاهرة بدأت تنعكس سلبًا على صورة تغازوت كوجهة سياحية، حيث عبّر العديد من الزوار عن امتعاضهم من الإزعاج الذي يسببه هؤلاء الأطفال، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بالأمن والسلامة. كما أعربت ساكنة المنطقة عن قلقها المتزايد من احتمال انتقال هذه الظاهرة إلى أطفال تغازوت أنفسهم، مما قد يخلق أزمة اجتماعية على المدى القريب.

وفي ظل هذه الأوضاع المقلقة، يوجه عدد من الفاعلين المحليين والمهتمين بالشأن العام دعوات عاجلة إلى السلطة المحلية، والدرك الملكي، والجماعة الترابية، وكل الجهات المعنية، من أجل التدخل السريع لوضع حد لهذه الظاهرة المتنامية، واتخاذ تدابير واقعية لحماية الأطفال وإعادة الاعتبار للمنطقة كوجهة سياحية آمنة وراقية.

إن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بتفاقم اجتماعي خطير قد يخرج عن السيطرة، مما يجعل من الضروري التحرك العاجل، ليس فقط من منطلق الحفاظ على الأمن العام، بل من منطلق إنساني وأخلاقي لحماية الطفولة من الضياع.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى