بعد “زطاطة” عين الوالي… هل انتقلت عدوى الفوضى إلى سيدي احرازم؟

هبة بريس – مكتب فاس

لم تمر سوى أيام قليلة على التدخل الأمني الحازم الذي أطاح بثلاثة من ممارسي “الزطاطة” المفروضة على زوار منتجع عين الوالي بضواحي فاس، حتى تعالت الأصوات من جديد، هذه المرة من منتجع سيدي احرازم، أحد أقدم الوجهات السياحية والعلاجية في الجهة، والذي بات يعيش وضعًا يثير القلق والاستغراب.

فرغم رمزيته التاريخية ومكانته السياحية، يعيش المنتجع في الآونة الأخيرة على إيقاع الفوضى والابتزاز اليومي، حيث أضحى الزوار عرضة لممارسات غير قانونية من طرف أفراد يفرضون أنفسهم على المكان، في غياب شبه تام للتدخلات الأمنية الرادعة.

منذ أسابيع، تتداول ساكنة فاس وضواحيها قصصًا متكررة عن أشخاص يفرضون على سائقي السيارات أداء “إتاوات” مقابل ركن عرباتهم، دون أي سند قانوني أو صفة رسمية، بل ويُقدم بعضهم على مطاردتهم ومضايقتهم إن رفضوا الدفع.

الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى الفضاءات الخضراء التابعة للمنتجع، حيث يتم إرغام الزوار على أداء مبالغ مالية مقابل “زيارة” أو “استعمال” تلك الفضاءات، في تجاوز صارخ للقانون ولمبدأ مجانية المرافق العمومية، مع تسجيل حالات تهديد لفظي ومضايقات غير مقبولة.

ووسط هذه الفوضى المتنامية، يُطرح سؤال جوهري من قبل المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي: أين هي دوريات الدرك الملكي؟ ولماذا هذا الغياب المستمر رغم الشكايات والتبليغات المتكررة؟

المراقبون يضعون أكثر من علامة استفهام حول صمت قائد سرية الدرك الملكي بالمنطقة، وعدم تحرك الجهات المسؤولة لتطويق هذه الظواهر التي تضرب في العمق سمعة المنتجع، وتُفقده مكانته كمقصد علاجي وسياحي.

فهل هناك تقصير؟ أم تساهل غير مبرر مع هذه “الشبكات الصغيرة” التي تتصرف وكأنها تملك المكان؟

إن ما يحدث اليوم في سيدي احرازم ليس مجرد “انزلاقات فردية”، بل هو مؤشر على غياب الرؤية الأمنية والإدارية في مواكبة مناطق الجذب السياحي التي تتطلب عناية خاصة.

الزوار فقدوا الشعور بالأمان والراحة، والعديد منهم أصبح يتجنب المنتجع رغم توفره على مؤهلات طبيعية وعلاجية نادرة. في المقابل، تستمر الفوضى في التمدد بصمت مريب، كأن المنطقة تُدار بمنطق العشوائية لا بمنطق القانون.

اليوم، الكرة في ملعب المسؤولين، من سلطات إقليمية وجهوية، ومن قيادة الدرك الملكي، لوضع حد نهائي لهذا العبث، من خلال إقرار تواجد أمني دائم، وردع كل من تسول له نفسه تحويل الفضاءات العمومية إلى ملكيات خاصة تحت التهديد أو الابتزاز.

فإذا كان تدخل السلطات في عين الوالي قد أعطى إشارات إيجابية، فإن سيدي احرازم تنتظر تحركًا أكثر جرأة وشمولية… قبل أن يتسع الخرق على الراقعين.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى