
الهجرة غير الشرعية ..الأمن يكشف النقاب عن شبكات تهريب متطورة ويواجه أساليب تحريض رقمية جديدة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في سنة 2024، شهدت الظاهرة المتصاعدة للهجرة غير الشرعية تحولات جذرية، حيث سجلت السلطات الأمنية نجاحات غير مسبوقة في مكافحة الشبكات الإجرامية المتورطة في تهريب البشر.
وفقًا لإحصائيات رسمية تم الكشف عنها مؤخرًا، فككت السلطات 123 شبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير النظامية، بزيادة تقدر بـ 2% مقارنة بالعام الماضي. هذه الشبكات التي كانت تعمل في الخفاء، تميزت بتنوع أساليبها واستراتيجياتها، لكنها لم تنجح في مواجهة الجهود الأمنية المتصاعدة.
425 شخصًا من المنظمين والوسطاء تم توقيفهم، ضمن حملة مكثفة لمكافحة شبكات التهريب التي استفادت من الثغرات القانونية والضبابية في بعض المعابر الحدودية. وضمن العمليات الناجحة، تم حجز 713 وثيقة سفر مزورة، تم استخدامها لتسهيل عبور المهاجرين عبر طرق غير قانونية، وهو ما يبرز تطور أساليب التلاعب.
وفيما يخص محاولات الهجرة، تكشف الأرقام الرسمية عن إجهاض 32,449 محاولة هجرة غير شرعية، من بينها 9,250 محاولة تخص مواطنين أجانب. هذه الأرقام تعكس حجم الظاهرة، التي لم تقتصر على المهاجرين المحليين فقط، بل امتدت إلى جنسيات مختلفة، مما يضع ضغوطًا إضافية على السلطات.
أما في مجال التحريض الرقمي، فقد شهدت سنة 2024 ظهور أسلوب إجرامي جديد يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي لنشر دعوات للهجرة الجماعية، مما يسلط الضوء على تحديات جديدة تواجه السلطات في مواجهة هذا النوع من الجرائم. وقد تم تحديد هوية 65 محرضًا، و توقيف 50 منهم، في وقت قياسي، حيث تمت إحالتهم إلى العدالة في حالة اعتقال، فيما يخضع أربعة آخرون للأبحاث القضائية.
إلى جانب ذلك، تواصل الأجهزة الأمنية عملها الدؤوب لوقف هذا المد الإجرامي، حيث تم إصدار مذكرات بحث وطنية بحق 11 شخصًا آخرين يشتبه في تورطهم في التحريض على الهجرة غير الشرعية.
تُظهر هذه الإحصائيات الرسمية التحديات المتزايدة التي تواجه السلطات في مكافحة هذه الظاهرة العالمية. لكن رغم ذلك، يبقى العزم على حماية الحدود الوطنية ومكافحة التهريب، سواء عبر البر أو الإنترنت، في أعلى أولويات الأجهزة الأمنية، التي تعمل بتنسيق مستمر مع مختلف الهيئات القضائية والإدارية.
إن هذه الجهود الأمنية الكبيرة تسلط الضوء على التزام السلطات بحماية الأمن والاستقرار، في وقتٍ يشهد فيه العالم ازديادًا في تدفق المهاجرين غير الشرعيين. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الحملات من مواجهة التحديات المستقبلية في ظل تزايد الأساليب الإجرامية المعقدة؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X