
الجالية المغربية تتعرض لموجة من التجريح والانتقادات عبر منصة التيك توك
سعيد الحارثي – مدريد
في الآونة الأخيرة، ظهرت على منصة “تيك توك” مجموعة من الفيديوهات المسيئة التي تستهدف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتحديدًا أولئك العائدين إلى أرض الوطن خلال موسم العطلة الصيفية.
هذه المقاطع أثارت موجة استياء كبيرة بين أفراد الجالية وأسرهم، لما تحمله من تهجم وسخرية غير مبررة تمس بكرامتهم وتقلل من تضحياتهم.
في هذه الفيديوهات، يتعمد بعض “المؤثرين” بث محتوى يحمل الكثير من الجحود، حيث يتم التهكم على الهدايا التي يجلبها المغاربة المقيمون بالخارج لعائلاتهم، واعتبارها “غير مناسبة” أو “مُهينة”، في تلميح ساخر إلى أنهم يعيشون حياة بخل وتقشف في بلاد الغربة.
وتمادى البعض في الإساءة، واصفين سياراتهم بـ”المهترئة”، ومتهمينهم بأنهم لا يملكون حتى قوت يومهم.
هذه الموجة الجديدة من الخطاب التحقيري تحاول خلق فجوة وهمية بين “مغاربة الداخل” و”مغاربة العالم”، وكأنهم ينتمون إلى عالمين مختلفين، متناسين أن ما يجمعهم أكبر بكثير من أن تفرقه فيديوهات غوغائية لا تخدم سوى من يبحثون عن المشاهدات على حساب القيم الوطنية.
من المهم التذكير بأن الجالية المغربية تُعد من الدعائم الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تُشكل تحويلاتهم من العملة الصعبة موردًا مهمًا لخزينة الدولة.
كما أنهم لا يدخرون جهدًا في دعم أسرهم، واستثمار أموالهم في مشاريع داخل الوطن الأم، ناهيك عن تضحياتهم اليومية في ديار الغربة من أجل حياة كريمة لأبنائهم وأهاليهم.
إن السخرية من القهوة أو الصابون أو حتى الهدايا المتواضعة هي سخرية من رمزية التواصل الإنساني، قبل أن تكون تقليلًا من قيمة الماديات. فالهدايا، وإن كانت بسيطة، تعكس الحب والوفاء والانتماء، وهي ليست مجالًا للمقارنة أو الانتقاص.
و تطالب الجالية المغربية المسؤولين على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب بالتدخل العاجل للحد من هذه التصرفات غير الأخلاقية التي تنتشر عبر المنصات، والتي لا تساهم إلا في إثارة الفتنة وزرع الشقاق بين مغاربة الداخل ومغاربة الخارج.
كما تحث الجهات المعنية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا النوع من المحتوى التحريضي، والحفاظ على احترام مشاعر الجالية المغربية التي تمثل فخر المغرب ووجهه في الخارج.
الاختلاف في نمط الحياة لا يعني القطيعة أو الاحتقار. فمغاربة المهجر ليسوا ضيوفًا على الوطن، بل هم جزء لا يتجزأ منه، وهم سفراؤه في العالم، وعودتهم السنوية ليست موسمًا للانتقاد، بل فرصة لتعزيز الروابط وتجديد الحب والانتماء. فلنحذر من الانجرار وراء أصوات النشاز، ولنجعل من وسائل التواصل منبرًا للبناء لا للهدم.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X