
أسعار تذاكر الطيران تلهب جيوب الجالية المغربية.. 250 يورو من برشلونة إلى طنجة تثير الغضب
عمر الرزيني – مكتب برشلونة
أثارت أسعار تذاكر الطيران المرتفعة من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة طنجة المغربية موجة من الاستياء في صفوف الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، بعد أن وصلت في بعض الخطوط الجوية، خاصة الخطوط العربية للطيران ، إلى ما يقارب 250 يورو للتذكرة الواحدة في اتجاه واحد فقط.
المهاجرون المغاربة، الذين يشكلون إحدى أكبر الجاليات في كتالونيا، عبّروا عن غضبهم الشديد مما وصفوه بـ”الاستغلال الموسمي” لمعاناتهم وحنينهم إلى الوطن، خاصة مع اقتراب موسم العطل الصيفية، وفترة عودة آلاف العائلات إلى المغرب لقضاء الإجازة بين الأهل والأحباب.
ورغم تكرار شكاوى الجالية في كل موسم، لم تُتخذ، بحسب المتابعين، أي إجراءات عملية من قبل السلطات المغربية أو الإسبانية لتقنين الأسعار أو وضع حد للمضاربات الجوية.
وفي تصريح لأحد أفراد الجالية في برشلونة من غير المعقول أن ندفع 250 يورو في رحلة لا تتجاوز ساعتين، بينما هناك رحلات من إسبانيا إلى دول أوروبية أبعد بكثير بأقل من هذا السعر… نحن لسنا سياحًا، نحن أبناء هذا الوطن
العديد من المهاجرين يعتبرون أن ما يحدث هو استغلال مباشر لعواطفهم، حيث ترتفع الأسعار بشكل كبير كلما اقترب موسم العودة، ما يجعل السفر مكلفًا للغاية، خصوصًا بالنسبة للعائلات الكبيرة.
فربّ أسرة مكوّنة من خمسة أفراد، قد يُجبر على دفع أكثر من 1200 يورو فقط من أجل التنقل، دون احتساب مصاريف الإقامة ، ما يجعل زيارة الوطن عبئًا ماليًا كبيرًا يفوق قدرات الكثيرين.
أمام هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل رسمي لتخصيص تسعيرة مخفّضة أو مدعومة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، خصوصًا في فترات الذروة، باعتبارهم فاعلين اقتصاديين يساهمون بمليارات الدراهم سنويًا في الاقتصاد الوطني من خلال التحويلات المالية والاستثمارات.
و يستغرب المهاجرون المغاربة من صمت الحكومة المغربية ومؤسسات الطيران الوطنية، والتي تُعلن في كل مناسبة عن “ربط الجسور مع الجالية”، دون أن ترافق ذلك إجراءات حقيقية تعكس هذا الخطاب.
ففي الوقت الذي تخصص فيه دول أخرى خطوطًا بأسعار مدروسة لجاليتها، تُترك الجالية المغربية لتواجه جشع الشركات وحدها.
و في ظل استمرار هذا الوضع، بات كثير من المغاربة يضطرون إلى تأجيل زياراتهم لبلدهم، وهو ما يُفقد زيارة الوطن طعمها الإنساني والأسري.
ويبقى السؤال معلقًا:هل يجب أن يصبح الشوق إلى الوطن عبئًا ماليًا؟ومتى يُنصف المهاجر المغربي في حقه البسيط: أن يعود إلى بلده بكرامة
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X